سعد اسكندر عبد المسيح والشهير بـ "سفاح
كرموز"، هو من محافظة اسيوط ونزح الى الاسكندرية ليقترض بعض المال من أقارب
له ويستأجر شونة (اسطبل) لتخزين الغلال ومنتجات القطن
ولكنه
خلال فترة قصيرة حولها مسرحا لمغامراته الاجرامية بدلا من التعب ومشقة
العمل, يقال ان الامر الذى ساعده فى استدراج النساء كان شخصيته الجذابة.
كان هذا السفاح نجم الساحة والاعلام فى مصر لمدة خمس سنوات كاملة من عام
1948 وحتى عام 1953 كما أثار الرعب والفزع فى مدينة الاسكندرية بعد سلسلة
جرائم قتل النساء التى ارتكبها خلال هذه الفترة.
بدايته الإجرامية
بدأت حكاية السفاح في أوائل سبتمبر عام 1948، في حي غبريال الشعبي في
مدينة الاسكندرية، ففي أحد المنازل من هذا الشارع سمعت قطقوطة (20 عاماً)
صرخة مصدرها الطبقة العلوية من المنزل الذي تقيم في الدور الأول منه، فصعدت
السلم الى أن بلغت باب شقة جارتها السيدة "بمبة" (90 عاما) ودخلت فالتقته
وسألته عن الست بمبة، فقال إنها في الداخل تصليّ، ثم أشار إليها بالدخول
إلى الغرفة. ما أن تخطت العتبة مديرة ظهرها حتى باغتها بضربة قوية على
مؤخرة رأسها بساطور كان يخفيه خلف ظهره فسقطت غارقة في دمائها.
هرب
المجرم ونقلت قطقوطة إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت حيث مكثت في
غيبوبة ولكنها استعادت حياتها لتروي ما حدث معها لرجال الشرطة، مؤكدة على
أن القاتل شاب كان يتردد الى البيت فتعرّفت الشرطة من أوصافه الى سعد
اسكندرعبدالمسيح بعدما تعرفت اليه قطقوطة أثر عرض المجرمين في المستشفى
فأحيل على النيابة التي قررت حبسه احتياطيا إلى حين محاكمته.
استغل
محاميه التناقض الذي ورد على لسان قطقوطة فأقنع المحكمة بعدم وجود مبرر
لإيقافه على ذمة القضية فأفرج عنه بضمانة مالية واختفى لعامين كاملين حتى
كاد الناس ينسوه تماماً.
في 23 نوفمبر 1951 أبلغ سائق سيارة نقل
أنه أثناء مروره في شارع قنال المحمودية شاهد شخصين يتقاتلان: أحدهما تسيل
دماؤه بغزارة. فهرول شاويش الدورية ليجد جثة رجل في جلباب مضرّجة بالدماء
ومن خلال المعاينة كما وجدت آثار دماء على الجدران داخل الشونة (الاسطبل)
وآثار لحفرة فى الأرض. حين حفرت وجدت فيها عظام آدمية.
وتبين خلال
البحث أن مستأجر هذه الشونة هو نفسه "سعد اسكندر عبد المسيح" مرتكب جريمة
قتل "بمبة" منذ تلك اللحظة أطلقت الصحافة عليه لقب "سفاح كرموز". كما يرجح
أن العظام الآدمية ترجع إلي تاجر الأقمشة "وزيري فام مرقص" الذي استدرجه
السفاح إلي الشونة وأثناء فحصه لخيوط الغزل قتله ثم دفنه في أرض الشونة دون
أن يعلم بالحادث أحد.
يوم الحساب ( سقوط السفاح )
في
بلدة ابوتيج في أسيوط كان الملازم أول "فخري عبد الملك" على رأس كمين
نصبه، يفتش سيارة أوتوبيس، فرأى شابا ملامحه ليست غريبة عنه فباغته بسؤاله
عن اسمه فرد الشاب مرتبكاً بأن اسمه "جورج عبد السلام" ثم أعاد الضابط
سؤاله فرد بارتباك اكثر "جورج عبد الملك" فوضع الملازم يده على كتفه
قائلاً: "انت سعد اسكندر سفاح كرموز." وأمر جنوده بالقبض عليه فورا وقدمته
الشرطة الى النيابة التي أحالته بدورها على محكمة الجنايات.
النهايه
صدر
ضد "سفاح كرموز" حكمان بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضيتي قتل بمبة ومحاولة
قتل قطقوطة، ثم أحالت أوراقه على المفتي في قضيتي مقتل تاجري الأقمشة.
وفور صدور الحكم هلل كل من في القاعة بينما انهار المتهم داخل القفص
الحديدي مما اضطر حرس المحكمة إلى حمله إلى سيارة الترحيلات لنقله الى
السجن.
وتم بالفعل إعدامه فى الساعة الثامنة من صباح يوم 25 فبراير عام 1953.
ولم تسترح مصر كلها إلا حين صدور صحف يوم 26 فبراير من عام 1953 لتزف الى الناس خبر إعدام سفاح كرموز.
الطلب الاخير
كان أخر ما طلبه وهو فى غرفة الاعدام كوب ماء وسيجارة ثم ابتسم ابتسامة غير مفهومة وهو يواجه المشنقة.
بعد تفتيش منزله عُثر على عدد من مجلة الشرطة وفيها قصص جرائم ريا
وسكينة، كما عثرت الشرطة على إشارات وضعها السفاح حول الجزء الذي يتحدث عن
كيفية إخفائهما لجثث ضحاياهما تحت أرضية منزلهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق